وظيفة بروتوكول https الآمن للحفاظ على خصوصيتك وبياناتك

وظيفة بروتوكول https لحماية بيانات المستخدم.

عندما يتعلق الأمر بحفظ أغراضنا الثمينة، فإننا نلجأ لخزانة مصممة بمواد قوية وآليات قفل معقدة لتوفير أقصى درجات الحماية، حيث يصعب تكسيرها ولا يمكن تجاوزها إلا بمفتاح خاص ورقم سري معقد التشفير، وهكذا ستتأكد أن محتوياتك في سرية وأمان وغير قابلة للتلف.

وبنفس الأداء والتصرف، تركز وظيفة بروتوكول https في إبقاء بياناتنا على الأنترنت في أقصى درجات السرية والأمان. فبمجرد دخولك للموقع المقصود سيتم إنشاء قفل بترميز معقد مع تشفير البيانات المتبادلة مما يشكل طبقة حماية تًصعب الأمر على المخترقين وكذلك الجهات التي تحاول جمع البيانات الحساسة مثل الاسم الشخصي، كلمات السر، بيانات الدفع وغيرها..

ومثلما لا تثق في تلك الخزانة ذات الهيكل الهش والقفل العادي، من دون تردد أي موقع نطاقه لا يحتوي على بروتوكول نقل النص التشعبي الآمن (https) هو مشكوك في أمره ويجب عليك تجاهله مباشرة.

بروتوكول https الآمن
يوفر بروتوكول https حماية عالية المستوى لبياناتك وإبقائها سرية اعتمادا على تقنيات التشفير المتقدمة.

وازيدك من الشعر بيت، ألقي نظرة على نتائج البحث في جوجل وستجده يُهمش أي رابط لا يحمل بروتوكول https، بل المتصفح الذي تستعمله الآن هو سيحذرك من الدخول لهذا الموقع لأنه لا يوفر حتى أدنى درجات الحماية والأمان.

كل هذا يحدث خلف الكواليس، بينما أنت تتصفح مختلف المواقع، وفيما يلي سنتعمق أكثر في وظيفة بروتوكول https وما يحدث وراء ذلك القفل الآمن لحماية بصمتك الرقمية.

ما هو بروتوكول https؟

يعرف باسم بروتوكول نقل النص التشعبي الآمن، يمكن أن نعتبره كالحصن المتين لأي موقع إلكتروني فهو يعمل على تشفير البيانات المتبادلة بين المستخدم وكذلك خوادم الموقع (Servers)، الأمر الذي يجعل تلك البيانات محصنة وآمنة عن كل من لديه نية لاستعمالها في طرق غير أخلاقية.

ماذا يعني حرف s في https؟

حرف “s” في “https” يشير إلى “Secure”، مما يعني أن الاتصال بين المستخدم والموقع مشفر وآمن باستخدام بروتوكول SSL/TLS لحماية البيانات.

ما هي وظيفة بروتوكول https

وظيفة بروتوكول https هي تأمين الاتصال بين المستخدم والموقع الإلكتروني عبر تشفير البيانات المرسلة. ما يعني أنه لا يستطيع أحد قراءة أو تعديل هذه المعلومات أثناء انتقالها عبر الإنترنت. بهذه الطريقة، يمكنك التصفح وإجراء المعاملات المالية بأمان.

كيف يحمي بروتوكول نقل النص التشعبي الآمن بياناتك

الهدف الأساسي وراء البروتوكول التشعبي الآمن هو توفير طبقة حماية تمنح اتصال آمن عبر الأنترنت، وفيما يلي بعض الوظائف الأخرى التي يتقن التعامل معها.

1 – تشفير البيانات

التشفير من الأمور التي يبرع فيها بروتوكول الحماية هذا، وأي معلومة متبادلة بين المتصفح والسيرفر الخاص بالموقع سيتم ترميزها ولن يتم قراءتها إلا بوجود مفتاح مُشفر لا يمكن الوصول إليه ما عادا الطرفين السابقين.

الإجراء هذا سيجعل المتطفلين وكل من له نية في أخذ معلوماتك يبدوا صغير جدا أمام هذه التقنية المتقدمة، فأبسط كلمة مثل “مرحبا” سيقوم بتشفيرها وتحويلها إلى رموز غير قابلة للقراءة، الأمر الذي سيخلط أوراق المخترق ولا يستطيع التفريق بين جملة عادية أو الرقم سري أو اسمك الشخصي وما إلى ذلك..

2 – حمايتها من التلف

حماية صحة البيانات أمر مهم للغاية، ومع البروتوكول https سيكون من السهل اكتشاف البيانات التي تم المساس بصحتها، فاستراتيجيته مبنية على التشفير مما يعني أنها ستبقى محمية من التلف أو محاولة التلاعب بها.

3 – اكتشاف البروتوكولات المزيفة

قد يلجأ البعض للاعتماد على شهادة SSL مقلدة والمعروفة باسم هجمات الرجل الوسط (Man in the middle)، ولكن فرصهم ضئيلة جدا. فمن خلال فحصها عبر (CAs) الجهة المتخصصة في المصادقة على الشهادات الموثوقة، سيقوم بفلترتها مباشرة إذا كان مشكوك في أمرها (لذا حاول أن تقتني لموقعك شهادة أصلية ومن جهات موثوقة).

4 – التأكد من صحة مفتاح الترميز

قبل تبادل أي نوع من البيانات، المتصفح الذي تستعمله سيتفاوض مع الطرف الآخر – السيرفر – من أجل التحقق من مصداقية الشهادة التي يحملها وتأكد أن البيانات المتبادلة محفوظة في سرية تامة، بمعنى أوضح ستتم مصافحة الأيدي بينها – رجُل لرجُل – يتبادلان من خلالها مفتاح الترميز. الإجراء هذا سيتيح إنشاء قناة اتصال آمنة ولا وجود لطرف ثالث.

5 – التبادل الآمن للبيانات

الخطوة السابقة تعتبر المكلمة للخطوة هذه، فبعد التأكد من أن مفتاح الترميز هو نفسه، سيشرع في تبادل البيانات، وكل حرف يُبعث سيتم تشفيره من الطرف المرسل، في حين الطرف المستقبل يعيد فك التشفير عليه، وهذا اعتمادا على المفتاح المتماثل الذي تم إنشائه سابقا.

كل ما سبق سوف يحدث في ثواني جد قليلة ولن تشعر بها، والهدف هو توفير تجربة مستخدم احترافية وسريعة والأهم من كل هذا المحافظة على أمان وسرية تبادل المعلومات.

الفرق بين بروتوكول http و https

بمجرد إلقاء نظرة ستلاحظ أن الفرق هو حرف الـ “S”، نعم مجرد حرف وحيد، ولكن الدور الذي يقوم به رهيب جدا. وحتى تفهم جيدا الفرق دعني أعطيك مثال أقرب للواقع.

تصورها على النحو التالي، بروتوكول HTTP (من دون S) هو الطالب الكسول الذي كانت درجاته ضعيفة في مادة الرياضيات، وشغله كله يقتصر فقط على نقل المعلومات من المتصفح إلى السيرفر دون أي حماية، الأمر الذي يجعله عرضة كبيرة للاختراق.

في الجانب المقابل نجد بروتوكول https ذلك الطالب المجتهد الذي واصل دراساته لمستويات أعلى وتخصص في علم تشفير البيانات، حيث شغله سوف يكفل لنا أن أي معلومة يتم تشفيرها بدقة، مما يعقد الأمر على المتطفلين ويجعل مهمتهم في قمة الصعوبة لاختراق بياناتك خصوصا الحساسة منها مثل أرقام بطاقة الدفع، البريد الشخصي وغيرها..

وأنت كمستخدم للويب، من مصلحتك تجنب أي مقع لا يدعم هذا البروتوكول الآمن حتى لا تكون ضحية يسهل افتراسها، وأي صاحب موقع إلكتروني يجب عليه فورا الانتقال من HTTP إلى HTTPS حتى يوفر تجربة مستخدم آمنة لزوار موقعه، وكذلك حتى لا يفقد المصداقية في نظر محركات البحث وغيرها من المنصات الأخرى.

فوائد استعمال بروتوكول نقل النص التشعبي الآمن

أهمية استعمال بروتوكول الأمان HTTPS في المواقع.
دائما ابحثوا عن رمز القفل بجانب عنوان الموقع في شريط العنوان كدليل على أن الموقع يستخدم HTTPS ويولي اهتمام لأمان البيانات.

اعتمادا على وظيفة بروتوكول https التي صمم من أجلها، فسواء كنت صاحب موقع إلكتروني أو مستخدم عادي للنت سيكون في صالحكما دوما تجنب النسخة العادية (http) لما تعرضه من أخطار قد تؤدي إلى التلاعب ببياناتك أو اختراق حساباتك.

في حين النسخة المؤمنة (https) ستعطي لكلا الطرفين تجربة تصفح أكثر سرية وحماية من السابقة، ودائما نوصي بالذهاب معها للأسباب التالية:

بالنسبة للمستخدم العادي

كمستخدم عادي للأنترنت، يجب أن تكون واعي بشأن أهمية المحافظة على خصوصيتك وإبقاء بياناتك الحساسة في سرية تامة مثل الرقم السري، البريد الإلكتروني وإلخ.. ومن هذا المنبر أوصيك وبشدة أن تتجاهل أي موقع لا يدعم بروتوكول الأمان، حيث وظيفته بالنسبة لك كشخص عادي تكمن في:

  • حماية بمستوى عالي: كما فصلنا سابقا، أي معلومة تقوم بكتابتها سيعمل البروتكول على تشفيرها، وبالتالي من له نية فاسدة في التعدي على بياناتك سيجد صعوبة في إعادة تفكيكها، بل لن يفرق بين كلمة “مرحبا” وبين “رقمك السري” فهنا أي حرف يتداول سيتم ترميزه بأعلى مستويات التشفير.
  • تجربة تصفح آمنة: أي موقع لا يدعم الـ HTTPS، وحتى قبل أن تدخل إليه، المتصفح سيخطرك فورا بأن الموقع هذا مشبوه فيه وسيكون في صالحك لو تتجاوزه.
  • بياناتك لن يتم التلاعب بها: من الوظائف الرئيسية لهذا البروتوكول التشعبي الآمن هو التحقق من صحة البيانات المرسلة، فهو لديه أسلوبه الخاص في التشفير وبالتالي أي تغيير ولو كان مجهري سيُكتشف.
  • التحقق من صحة الشهادة: اعتمادا على أساليبه الخاصة، بسهولة بالغة سيتمكن من اكتشاف شهادات SSL غير مصرح بها، حيث لديه جميع الصلاحيات للدخول للشهادات الأصلية وبالتالي أي محاولة تقليد سيتم التنبه لها وإعلامك فورا.

بالنسبة لأصحاب المواقع

أما أنت، كمدير لموقع إلكتروني ولا يهم حجمه، فهي مسؤوليتك بدرجة أولى أن توفر لزوار موقعك بيئة آمنة تبقيهم في حماية من المترصدين لضحايا جدد، ومن ناحية نمو استثمارك فلن يخدمك أبدا تجاهل بروتوكول الأمان هذا، فهو مهم للأسباب التالية:

  • تعزيز الثقة: فرضا أن المستخدم لا يفقه شيئ عن هذا النوع من الإجراءات، ولكن وجود قفل أخضر بجانب رابط موقعك سيعطيه أمان وثقة كبيرة ويحفزه على مشاركة بياناته. في الجانب المقابل، المتصفح سيقوم بتعليمه بالأحمر إذا كان غير مشكوك فيه، وهذا سيرسخ صورة غير جيدة لموقعكم بما أنه لا يوفر أدنى درجات الحماية.
  • أحد معايير السيو (SEO) المهمة: محركات البحث لن تغامر بمصداقيتها في ترشيح موقع غير مؤمن لعملائها، لذا لا تطمع أن تحقق نتائج متقدمة وأنت لا توفر أدنى شروط المنافسة، وبالتالي ستكون ضيعت على نفسك قناة تسويقية جد مهمة للحصول على ترافيك مجاني.
  • العمل بصفة قانونية: تواجد بروتوكول الأمان في رابط موقعك الإلكتروني، هذا يعني أنك تمتثل لجميع الشروط التي تفرضها الجهات المسيرة (GDPR) لهذا المجال، فأنت هنا ستحمي نفسك قانونيا وكذلك توضح مدى التزامك بالمحافظة على معلومات زوار موقعك.

لذا أول خطوة يجب القيام بها بعد حجز الدومين، هي ربط الموقع مع شهادة حماية SSL حتى ينتقل موقع من البروتوكول العادي http إلى بروتوكول الآمن HTTPS.

هل جميع مواقع الإنترنت تستخدم بروتوكول https

رغم الأهمية الكبيرة التي تلعبها وظيفة بروتوكول https، إلا أنه هناك بالفعل من يغفلون عن استخدامه. ومع ذلك، بفضل تزايد الوعي بين المدونين وأهميته المتزايدة كأحد المعايير الرئيسية للظهور في المراتب الأولى ضمن نتائج محركات البحث، شهدنا تحول كبير حيث باتت الأغلبية العظمى من المواقع تعتمد على HTTPS. إضافة إلى ذلك، سهولة الحصول على هذا البروتوكول ساهمت بشكل كبير في هذا التوجه.

وفي آخر سطوري، أريدك أن تعلم جيدا أن وظيفة بروتوكول نقل النص التشعبي الآمن (https) هي منح تجربة تصفح آمنة على النت، وهذا اعتمادا على أساليب تشفير متقدمة للغاية تجعل مهمة الوصول لبياناتك من أطراف خارجية أمر في غاية الصعوبة.

وحتما، ما سبق لا يعني أن بياناتك مؤمنة بنسبة 100%، فهذا في الأساس يعتمد على طريقة تصفحك وأمور خارجية أخرى. وكن متأكد من شيء واحد، فمقارنة مع من يستخدم البروتكول العادي (http) فشتان بين هذا وذاك، فأنت هنا تعزز من تقوية نظام الحماية الخاص بمعلوماتك في حين الطرف الآخر كمن يكتفي بستار أسود في مدخل المنزل مُستغني في ذلك عن الباب الخارجي بحجة أن لونه الداكن كافي لتعتيم الرؤية.

Similar Posts

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *