ما هو Bounce Rate؟ وكيف تحقق النسبة المثالية في أسرع وقت

ما هو ال bounce rate

بصفتك مدير لموقع إلكتروني، من الأمور التي يجب عيك إتقانها هو فهم وتحليل سلوك الزائر داخل كل صفحة، الأمر هذا سيعطيك نظرة شاملة حول أداء موقعك ويمَكنك من تشخيص مكامن الخطأ والعمل على تصحيحها.

وعندما يتعلق الأمر بتحسين الصفحة لمحركات البحث، هناك الكثير ينتظرك لتحليله.. ولكن ما أريدك التركيز عليه الآن هو معدل الارتداد (Bounce Rate)، المعدل الذي قد يبدوا لك من أعقد الأمور التي سمعتها ولكن لو تفككه سيبدوا أسهل مما كنت تتوقع، وهذا بالتحديد ما سنتطرق إليه فيما يلي.

ما هو Bounce Rate؟

هو النسبة التي تعبر عن مجموع الزوار الذين تركوا صفحة الموقع دون اتخاذ أي إجراء (عملية شراء، النقر على رابط إلخ..)، مثلا الزائر دخل لصفحة معينة وغادرها دون تصفح سواها. وعلى عكس النسب الأخرى التي نعمل جاهدين على رفعها، سيكون في صالحك لو تطبق العكس مع معدل الارتداد، فكلما كانت النسبة أقل هذا يعني أن محتوى الصفحة وأدائها في المستوى.

ما هو معدل الارتداد المثالي للموقع؟

كما وضحنا سابقا، هدفنا خفض النسبة هذه لأدنى حد ممكن، وفي نفس الوقت من المستحيل تحقيق نسبة 0% بل هو أمر في غاية الصعوبة إذا كنت تخطط لجعله أقل من 20%. في حين يبقى المعدل الطبيعي بين 40% حتى 50%. ولكن هذا في الأساس يعتمد على صنف الصفحة ونوع الشريحة التي تستهدفها، فمثلا صفحات الهبوط المعدل الطبيعي لها في أحسن الأحوال 70% وسنناقش هذا في الأسفل.

وليس في جميع الحالات معدل الارتداد يعني أن الصفحة هذه سيئة، فأحيانا الباحث يجد بالتحديد ما كان يقلب عنه وبعدها يخرج دون تصفح باقي الموقع. فمثلا أنت تبحث عن “تاريخ فتح الأندلس” ربما مقالة تاريخية واحدة ستكون كافية من أجل أخذ الجواب الكافي لتغلق الصفحة مباشرة. وهذا ما يزيد يؤكد على استحالة أن يكون معدل الارتداد 0%.

لماذا Bounce مهم لتحسين محركات البحث!

لنتحدث بصراحة، محرك البحث جوجل يبحث عن مصلحته (السيطرة على سوق البحث العالمي)، ومصلحته تكمن في خدمة كل من يعتمد عليه كوسيلة رئيسية في البحث وجعله راضي على النتائج التي عُرضت عليه. وربما موقعك سيكون له نصيب من تلك النتائج الأولى إذا كان بالفعل تتوفر فيه بعض المعايير.

ومن بينها الحرص على أن تكون صفحات موقعك تتسم بنسبة الارتداد الطبيعية، النسبة هذه بدرجة أكبر الزائر هو من سيتحكم في رفعها أو خفضها، ولكن بطريقة غير مباشرة. بمعنى إذا كان المحتوى يقدم فائدة ويجد فيه ضالته! ببساطة سيبقى لفترة أطول وقد تجذبه مقالة ذات صلة يدخل إليها وها أنت حللت جزء من المشكل.

لذا ردت فعل الزائر في الصفحة هي مجرد نتيجة لما قمت بعرضه لعميلك، وبعبارات أخرى أنت هو المسؤول الأول عن جودة تلك النسبة، هل المحتوى الذي تقدمه عالي الجودة؟ هل قمت بدراسة شيء يعرف بنية البحث (Search Intent) وما إلى ذلك..

وفي الجانب المقابل، قد تلامس نتائج مباشرة عندما يتعلق الأمر برفع زيارات الموقع، فالهدف من تحسين هذا المعدل هو إبقاء الزائر أطول فترة ممكنة وتوجيهه لصفحات أخرى ستكون لها صلة بإهتمام موضوع بحثه، لذا عندما تشير لمقالات أخرى لها علاقة هنا سيتم احتساب زيارة جديدة وتأثيره سيكون مباشر على على تحسين الترافيك لموقعك.

هو أيضا مهم بالنسبة لموقعك ومعرفة أدائه وتقييمه في نظر الزائرين من مختلف العالم، حيث سيمكنك من وضع يدك على الجرح مباشرة، فربما التصميم رديء أو الاستضافة المتعاقد معها تعطيك أداء سيئ عندما يتعلق الأمر بتحميل صفحات الموقع وأمور عديدة سنتطرق إليها في النقطة الموالية.

أسباب ارتفاع معدل الارتداد

من الممارسات التي تقوم بها في موقعك وبالفعل تساهم في رفع هذه النسبة هي عدم استعمال خاصية “فتح في نافذة جديدة” للروابط الخارجية التي تشير إليها. فمثلا أنأ أشير هنا لرابط أداة Google Analytics إذا ضغطت عليه سينقلك في نافذة جديدة في المتصفح مع الإبقاء على صفحتك مفتوحة ويمكن للقارئ أن يرجع إليها بسهولة، وها أنت كذلك وفرت لزوار موقعك تجربة مستخدم احترافية تنقص عليه عناء الرجوع للصفحة السابقة في كل مرة.

فتح الرابط في نافذة جديدة.
تفعيل خيار فتح الرابط في نافذة جديدة سيساهم ولو بنسبة قليلة في خفض معدل الارتداد وكذلك معدل الخروج.
  • إذا كانت الصفحة لا تلبي احتياجات العميل فبالطبع معدل الارتداد سيكون عالي فيها، ولو كنت مكانه سترجع خطوة للوراء وتدخل للموقع الذي يليه من على نتائج محرك البحث.
  • التحميل البطيء للصفحة بالنسبة للعميل وكأنه يحمل جبل فوق كتفيه، وفي نظره لو دخل لصفحة أخرى من صفحات موقعك البطيء هذا سيثقل كاهله أكثر.
  • شكل الموقع هو الآخر سبب مباشر في ارتفاع هذه النسبة، حاول أن يكون الموقع بسيط قدر الإمكان وبتركيبة متناسقة.
  • خط الكتابة من الجيد ألا يكون صغير متعب للعينين ولا كبير يلتهم جزء كبير من الصفحة، وفي المقابل حاول الاعتماد على خط يكون مفهوم وبحروف واضة مثل التي تقرئها الآن.
  • الأزرار والقوائم الجانبية من الأفضل لو تكون بحجمها الطبيعي، خصوصا على الشاشات الصغيرة بحيث تكون قابلة للنقر.

من الممارسات الخاطئة التي يمارسها البعض في تخفيض معدل الارتداد هي إضافة كود برمجي داخل المدونة يمنع أداة إحصائيات جوجل من حساب الزوار الذين يغادرون الموقع في الثواني الأولى، ومثلا كل من يبقى أكثر من دقيقة في الصفحة يمكن حسابه، نعم هذا سيساعد في خفض تلك النسبة ولكن لا ننصح به. فهذا يعتبر تحايل على الأداة والذي لن يكون في صالحك أبدا، فهنا لن تتمكن أبدا من معرفة كم هو العدد الحقيقي لزوار مدونتك، لن تعرف مالذي يبحثون عنه ولن تشخص الخطأ الذي دفع بتلك الشريحة لمغادرة الصفحة من أول الثواني وبالتالي ستكون بعيد عن الحقيقة ومعرفة الأسباب حتى تمكنك من معالجة تلك الأخطاء.

كيف تقوم بخفض معدل الارتداد

حتى نكون واضحين، ليس مجرد أن تخفض معدل الارتداد لنسبته الطبيعية مباشرة ستلاحظ تقدم في النتائج، فهذا أساسا يعتبر من شروط المنافسة، ومن يتربعون على الثلاث نتائج الأولى في الأغلب يُعطون أهمية له. لذا الاعتناء بهذا المعدل قد لا يعطيك نتائج إيجابية في الحين، ولكن إهماله ربما عواقبه ستكون مباشرة في تراجع صفحات موقعك.

وأول إجراء ستقوم به، هو معالجة الأخطاء السابقة، حتى لا تبقى تبذر تلك النسبة الطبيعية على أمور خاطئة، قم بفحص سرعة موقعك، تأكد من نوع الخط المستعمل، اعتمد على قالب مدفوع لديه نسبة تحويل عالية وهكذا..

قم بالإشارة لجميع الصفحات التي لها علاقة بموضوع البحث الذي يتناوله القارئ، فمثلا هو الآن في موضوع يتناول “كيفية إنشاء موقع إلكتروني” بالتأكيد ستهمه اقتراحاتك حول المقال الذي قمت كتابته سابقا حول “أفضل قوالب الووردبريس” وبكل تأكيد سيحرص على قراءة الدليل الخاص حول “أسرع 5 استضافات مواقع”، وأي مقال آخر له صلة حاول الإشارة إليه بصفة طبيعية، هذا سيساهم في خفض معدل الارتداد، ومفيد جدا للسيو الداخلي من خلال تقوية صفحات الموقع مع بعضها البعض.

استثمر في شيء يسمى بالـ CTA وهو الحث على اتخاذ الإجراء، بحيث تدفع العميل بالنقر على هذا الرابط أو ذلك الزر من خلال انتقاء عبارات مدروسة بعناية ومخصصة لتلك النقطة بالتحديد، وبمجرد أن يضغط عميلك على ذلك الرابط أنت هنا قمت بطريقة ذكية بالتقليل من معدل الارتداد.

تضمين مقطع فيديو يمكن أن يساعد في خفض النسبة تلك، كما سيلعب دور جد مهم في إبقاء القارئ لأطول فترة ممكنة داخل الصفحة، وهذا بالذات ما سيخدمك في تحسين سيو الصفحة.

المحتوى الذي تكتبه سيكون له أثر مباشر في إبقاء القارئ لفترة أطول من خلال دفعه تدريجيا لمواصلة القراءة. وبالطبع يسبق هذا مقدمة الموضوع التي يجب أن ترمي فيها كامل بلاغتك اللغوية، بحيث تكون شاملة للموضوع برمته، تجيب على استفساراته وفي نفس الوقت تحمسه لقراءة المزيد.

دائما ارجع لأداة إحصائيات جوجل (Google Analytics) وهناك ستتمكن من تحديد جميع الصفحات بمعدل ارتداد عالي، حاول إصلاح ما يمكن اصلاحه في كل صفحة، ربما إعادة صياغة المحتوى، ضغط الصور الكبيرة لتخفف من سرعة التحميل نوعا ما، قم بعمل ربط داخلي للصفحات ذات صلة وما إلى ذلك.

ولكن انتظر! ليس في جميع الحالات نُعطي أهمية للـ Bounce Rate، فأحيانا نحن نتعمد رفع تلك النسبة لأنه سيخدم الخطة التي نسجناها. الأمر هذا ستلاحظه كثيرا مع صفحات الهبوط، الصفحة التي الغرض منها هو خدمة هدف واحد فقط، مثلا التقاط إيميل العملاء، ولو وضعنا روابط ذات صلة داخل محتوى تلك صفحة الهبوط هذا سيكون كعامل مشتت ولن يخدم الهدف المسطر بكفاءة.

في الأخير أريدك أن تستوعب أن معدل الارتداد هو مجرد وسيلة تحذرنا أن الصفحة هذه يجب إلقاء عليها نظرة من جديد، وفي نفس الوقت هي ليست قاعدة أنت ملزم بالانصياع لأوامرها. نعم النسبة المرتفعة دلالة على أنه يوجد شيء خاطئ، ولكن هذا في الأساس يعتمد على نوعية الصفحة، فكما وضحنا سابقا أن اللاندنج بيج أمر عادي لو وجدت فيها معدل Bounce Rate مرتفع.

ولكن غير العادي هو تحقيقك لتلك النسبة المبالغ فيها على أحد المقالات الرئيسية والتي تطمح لوصولها للنتائج الأولى. وهنا أول إجراء أريدك أن تقوم به، هو وضع المعطيات أمامك، أدرس المسببات التي جعلتك تدخل وضع الخطر وبناءا على ما سبق تصرف بما تراه أنفع، محاولتك هذه قد تصيب وهذا يعني أنك فهمت الدرس، أو قد تخيب وتأخذها كتجربة تتفاداها مستقبلا، وهكذا تبني الخبرة.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *