كيف يعرف فيسبوك ما تفكر به؟ كل الإجابات والتفاصيل هنا

كيف يعرف فيسبوك ما تفكر به وما هي طرق جمع المنصة بياناتك وتفهمك؟

تفتح هاتفك لتتفاجأ بإعلان على فيسبوك يتعلق بشيء كنت تتحدث عنه أو حتى تفكر فيه! قد يبدو الأمر وكأن فيسبوك يقرأ أفكارك، لكن الحقيقة أعمق بكثير من مجرد تخمين. فيما يلي، سنتناول خطوة بخطوة كيف يجمع فيسبوك بياناتك، يحللها، ويستخدمها لتوقع ما تفكر به.

كيف يجمع فيسبوك بياناتك؟

الاتنشن في وسائل التواصل الاجتماعي يكون من خلال تنفيذ الكثير من الأساليب والأفكار حتى تحقق استراتيجيتك الخاصة والفعال.

الفيسبوك يعتمد على مجموعة متنوعة من الأساليب لجمع بيانات المستخدمين، تشمل البيانات التي تقدمها طوعا عند استخدامك للمنصة، بالإضافة إلى طرق أخرى أكثر تعقيد وغير مباشرة. إليك التفاصيل:

1- البيانات التي تقدمها بشكل مباشر

هذه هي البيانات التي يطلبها فيسبوك أثناء التسجيل أو أثناء استخدامك للمنصة بشكل يومي، وتشمل:

  • بيانات الحساب الشخصية: مثل الاسم، تاريخ الميلاد، الجنس، والبريد الإلكتروني.
  • التفضيلات والاهتمامات: ما تضيفه في قسم “نبذة عنك” مثل مكان العمل، التعليم، والهوايات.
  • المنشورات والتعليقات: أي شيء تشاركه، سواء نصوص، صور، مقاطع الريلز، أو حتى مشاركاتك على قصص فيسبوك (Stories).
  • الإعجابات والتفاعلات: الصفحات التي تعجبك، التفاعلات مع المنشورات (الإعجاب، التعليق، المشاركة)، وردود فعلك على المحتوى.

وليكن في علمك أنه يمكنك الوصول الى معلوماتك على الفيسبوك وتنزيلها، بما في ذلك الرسائل والصور وحتى بياناتك على إنستغرام. تتيح لك المنصة تحميل سجل أنشطتك بالكامل، سواء لفترة زمنية محددة كالأسبوع أو الشهر الماضي، أو منذ بداية استخدامك للحساب.

2- البيانات المستخلصة من سلوك التصفح

فيس بوك لا يقتصر على ما تفعله داخله فقط، بل يراقب أيضا نشاطاتك خارج المنصة باستخدام تقنيات مختلفة:

  • الكوكيز (Cookies): ملفات صغيرة تُثبت على متصفحك لتتبع المواقع التي تزورها، الروابط التي تضغط عليها، والوقت الذي تقضيه على تلك المواقع.
  • تطبيقات وخدمات خارجية: إذا قمت بتسجيل الدخول إلى مواقع أو تطبيقات باستخدام حسابك على فيسبوك، فإن هذه التطبيقات تشارك بياناتك مع فيسبوك.
  • الإعلانات التفاعلية: فيسبوك يتابع كيفية تفاعلك مع الإعلانات (Ad Creative)، مثل الضغط عليها أو تخطيها، لتقييم اهتماماتك.

3- الموقع الجغرافي

فيسبوك يعتمد على عدة تقنيات لمعرفة موقعك الجغرافي، بما في ذلك:

  • نظام GPS: إذا منحت التطبيق إذن الوصول إلى موقعك.
  • عناوين IP: يمكن لفيسبوك تقدير موقعك اعتمادا على عنوان الإنترنت الخاص بك.
  • البلوتوث وشبكات الواي فاي: إذا كنت تستخدم تطبيق فيسبوك على هاتفك، يمكنه تتبع الأجهزة القريبة منك لتحديد موقعك بدقة أكبر.

4- التطبيقات المرتبطة وخدمات الطرف الثالث

الكثير من التطبيقات والمواقع تستخدم “فيسبوك كخدمة تسجيل دخول”، مثل الألعاب أو المتاجر الإلكترونية. من خلال هذه الروابط:

  • يحصل فيسبوك على بيانات إضافية، مثل نوع المشتريات التي قمت بها، أو الوقت الذي تقضيه على هذه التطبيقات.
  • إذا كنت تشارك تطبيقات أو خدمات مع أصدقائك على فيسبوك، فقد يجمع بيانات إضافية عنك وعن شبكتك الاجتماعية.

5- بيانات الأجهزة

فيسبوك يقوم بجمع معلومات مفصلة عن الأجهزة التي تستخدمها للوصول إلى حسابك، مثل نوع الجهاز سواء كان هاتف ذكي، جهاز لوحي، أو حاسوب، بالإضافة إلى نظام التشغيل وإصداره، والمتصفح المستخدم، وسرعة اتصالك بالإنترنت. كما قد يجمع بيانات عن التطبيقات المثبتة على جهازك إذا كنت قد منحت التطبيق الإذن بذلك.

6- البيانات المستنتجة

يعتمد فيسبوك على خوارزميات متطورة لتحليل بيانات المستخدمين، حيث يدرس أنماط استخدامك مثل أوقات نشاطك المفضلة، ويحدد اهتماماتك استنادا على تفاعلاتك مع المحتوى. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع احتياجاتك وما قد يثير اهتمامك مستقبلا من خلال تتبع سلوكك وسلوك شبكتك الاجتماعية.

7- بيانات من جهات أخرى

فيسبوك لا يعتمد فقط على البيانات التي يجمعها مباشرة، بل يحصل أيضا على بيانات من شركائه:

  • شركاء الإعلانات: الشركات التي تعلن على فيسبوك تقدم تقارير حول تفاعلاتك مع منتجاتها.
  • البيانات المشتراة: فيسبوك قد يشتري بيانات المستخدمين من شركات أخرى، مثل بيانات الإنفاق أو السلوك الشرائي.

باختصار، الفيسبوك يجمع بين البيانات المباشرة وغير المباشرة، مستعين بتقنيات متقدمة لتحليل كل ما يتعلق بك. الهدف لا يقتصر على تقديم تجربة مستخدم مخصصة، بل يمتد إلى زيادة التفاعل وتعزيز فعالية الإعلانات المستهدفة التي تشكل المصدر الرئيسي لإيراداته. لكن يبقى التساؤل الأهم: هل لديك وعي كافي بحجم البيانات التي تمنحها لل Facebook؟

تحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي

الفيسبوك لا يكتفي بجمع البيانات، بل يعتمد على تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة لتحليلها واستنتاج اهتماماتك وسلوكك بدقة.إليك شرح مبسط لكيفية حدوث ذلك:

1- كيف تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لفهم بياناتك؟

فيس بوك يعتمد على خوارزميات معقدة لتحليل كل ما تفعله على المنصة وخارجها. هذه الخوارزميات:

  • تفهم الأنماط في سلوكك: مثلا، إذا كنت تتفاعل بكثرة مع منشورات عن الرياضة، ستستنتج الخوارزميات أنك مهتم بهذا المجال.
  • تربط البيانات ببعضها: مثل التفاعل مع صفحات معينة، الأشخاص الذين تتواصل معهم، وحتى المنتجات التي تنظر إليها في المتاجر الإلكترونية.
  • تحلل التوقيت: متى تكون أكثر نشاط؟ هذا يساعد المنصة على اختيار الأوقات المثالية لعرض المحتوى أو الإعلانات.

الخوارزميات في فيسبوك مصممة للتعلم والتطور بشكل مستمر، مما يعني أنها تصبح أكثر ذكاء ودقة في فهمك كلما زاد تفاعلك (Engagement) مع المنصة.

2- الشبكات العصبية والتعلم الآلي لفهم السلوك البشري

الشبكات العصبية هي تقنيات تحاكي طريقة عمل الدماغ البشري، ويستخدمها فيسبوك لتحليل كميات هائلة من البيانات واكتشاف الأنماط بينها. على سبيل المثال، إذا تفاعلت مع منشورات عن السفر، تتعرف هذه الشبكات على اهتمامك بالسفر، فتُظهر لك محتوى أو إعلانات مرتبطة بهذا المجال.

بينما التعلم الآلي الذي يعتبر أحد أشهر أقسام الذكاء الاصطناعي، وهو تقنية تتيح للخوارزميات التعلم من البيانات بشكل ذاتي دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر. وفي حالة فيسبوك:

الخوارزميات في فيسبوك تعمل على جمع بياناتك وتحليل أنماط سلوكك لفهم اهتماماتك بشكل أفضل. اعتمادا على هذه الأنماط، تقدم اقتراحات مخصصة للمحتوى أو الإعلانات. على سبيل المثال، إذا شاهدت فيديو عن الطهي، قد تقترح عليك صفحات للوصفات أو منتجات متعلقة بأدوات المطبخ.

3- دور التعلم العميق في التوقع بما تريده

التعلم العميق هو شكل متطور من التعلم الآلي يعتمد على طبقات متعددة من التحليل لفهم البيانات بعمق أكبر. الـ Facebook يستفيد من هذه التقنية لتحليل الصور، الفيديوهات، والنصوص بدقة وفعالية عالية.

التعلم العميق لا يكتفي بفهم ما قمت به في الماضي، بل يحاول توقع بما ستفعله أو تحتاجه في المستقبل:

  • عند نشر صورة من إجازة، قد يعرض لك إعلانات عن السفر أو الفنادق.
  • إذا كنت تقرأ كثيرا عن موضوع معين، فقد يقترح لك مجموعات أو صفحات ذات صلة.

من أمثلة التوقعات التي يقوم بها الفيسبوك: إذا كنت تبحث عن منتجات معينة، قد تظهر لك إعلانات لمنتجات مشابهة حتى دون أن تبحث عنها على المنصة. وبالمثل، إذا تحدثت مع أصدقائك عن وجهة سياحية، قد يقترح عليك فيسبوك محتوى متعلق بهذه الوجهة.

باختصار، يعد الذكاء الاصطناعي العنصر الأساسي الذي تعتمد عليه فيسبوك لفهم بياناتك. بفضل الخوارزميات الذكية والشبكات العصبية المتقدمة، تتمكن المنصة من تحليل اهتماماتك وتوقع احتياجاتك بدقة عالية، مما يمنحك تجربة تبدو مخصصة تماما لك. ومع ذلك، تظل هناك تساؤلات مهمة حول مدى تأثير هذه التقنية على خصوصيتك.

واستمرارا لاستثمارات شركة ميتا (Meta) الكبيرة في الذكاء الاصطناعي على مدى السنوات الماضية، أطلقت مؤخرا منافس قوي لـ ChatGPT يعرف باسم Ollama، مما يؤكد التزامها بتطوير تجارب مبتكرة وتعزيز خدماتها.

كيف يتم توقع بما تفكر به؟

فيسبوك يعتمد على الدمج بين البيانات الضخمة والخوارزميات الذكية لتوقع اهتماماتك وحتى بما قد تفكر فيه. يستند هذا التخمين إلى تحليل سلوكك السابق وربطه بسلوك أصدقائك، بالإضافة إلى دراسة أنماط البحث والشراء الخاصة بك. فيما يلي توضيح مفصل لهذه العمليات:

1- تحليل السلوك السابق لتوقع الاهتمامات

كل ما تفعله على فيسبوك يترك أثر رقمي يساعد المنصة على بناء صورة واضحة عن اهتماماتك:

  • سجل التفاعل: فيسبوك يحلل نوع المحتوى الذي تتفاعل معه بشكل متكرر (إعجابات، تعليقات، مشاركات). مثل، إذا كنت تشارك كثيرا منشورات حول التكنولوجيا، يتم تصنيفك كمهتم بهذا المجال.
  • أنماط السلوك: تتبع الخوارزميات عاداتك مثل الوقت الذي تقضيه على أنواع معينة من المنشورات (مثل الفيديوهات أو الصور).
  • الكلمات المفتاحية: يتم تحليل الكلمات التي تكتبها في منشوراتك أو التعليقات لفهم المواضيع التي تشغلك.

على سبيل المثال، إذا كنت تتابع صفحات رياضية، تشاهد فيديوهات للمباريات، أو تتفاعل مع منشورات تتعلق بلاعبين محددين، سيستنتج فيسبوك أنك مهتم بالرياضة. استنادا على ذلك، سيقترح عليك محتوى رياضي أو إعلانات متعلقة بمعدات وأدوات رياضية.

2- تأثير الروابط المشتركة بينك وبين أصدقائك

فيسبوك لا يكتفي بتحليل بياناتك فقط، بل يعتمد أيضا على شبكة أصدقائك للحصول على رؤى إضافية:

  • الاهتمامات المشتركة: إذا كان لديك العديد من الأصدقاء الذين يحبون صفحات معينة أو يتفاعلون مع محتوى معين، فقد يفترض فيسبوك أنك مهتم بنفس الشيء.
  • التفاعل الجماعي: إذا تفاعلت مجموعة من أصدقائك مع حدث معين (مثل ملتقى علمي)، قد يقترح عليك فيسبوك هذا الحدث باعتباره ذا صلة بك.
  • أنماط العلاقات: فيسبوك يحلل طبيعة علاقتك مع الآخرين. مثلا، إذا كنت تتحدث مع صديق كثيرا عبر الرسائل، قد يظهر لك محتوى مشابه لما يهتم به.

على سبيل المثال، إذا تفاعل أصدقاؤك مع منتج جديد أو موضوع شائع، مثل هاتف ذكي أو وجهة سياحية، فمن المحتمل أن يظهر لك إعلان أو محتوى متعلق بهذا الموضوع، بناء على افتراض أن لديك اهتمام مشترك أو قد تثيره هذه التفاعلات.

3- استخدام أنماط الشراء والبحث لتوقع ما تبحث عنه

فيسبوك يتجاوز المنصة ذاتها ليحلل نشاطك الرقمي الكامل:

  • التفاعل مع الإعلانات: عندما تضغط على إعلان معين أو تتفاعل معه، يتم تسجيل هذا التفاعل لتحليل اهتماماتك الشرائية.
  • تاريخ المشتريات: إذا استخدمت فيسبوك لشراء منتج أو خدمة، يتم إضافة هذه البيانات إلى ملفك الشخصي لتحديد اهتماماتك الشرائية المستقبلية.
  • سلوك البحث: فيسبوك يعتمد على شراكات مع مواقع وتطبيقات أخرى لمعرفة ما تبحث عنه. إذا قمت بالبحث عن منتج معين في متجر إلكتروني مرتبط بفيسبوك، قد يظهر لك إعلان لهذا المنتج أو منتجات مشابهة.

على سبيل المثال، إذا زرت موقع إلكتروني لشراء حذاء رياضي ولم تكمل عملية الشراء، قد يعرض لك فيسبوك إعلانات للحذاء نفسه أو لمنتجات مشابهة، بهدف تشجيعك على العودة وإتمام عملية الشراء.

كيف يبدو هذا في الواقع؟

  • الإعلانات الموجهة: تظهر لك إعلانات لمنتجات أو خدمات قد تكون فكرت بها أو تحدثت عنها.
  • المحتوى المقترح: يتم اقتراح صفحات، مجموعات، أو أحداث تتناسب مع اهتماماتك الحالية.
  • توقع المواقف المستقبلية: إذا كنت تخطط لإجازة بناء على بحثك عن فنادق أو وجهات سياحية، قد يقترح عليك فيسبوك عروض سفر أو نصائح سياحية.

ببساطة، يعتمد فيسبوك على تحليل سلوكك السابق، تفاعلاتك الاجتماعية، وأنماط الشراء الخاصة بك لبناء صورة دقيقة عن شخصيتك الرقمية والتوقع باهتماماتك. هذه التقنية تجعل المنصة تبدو وكأنها تفهمك بشكل شخصي أو تشعر بك مما يجعل الكثير يتسائل حول كيف يعرف فيسبوك ما تفكر به، لكنها في الحقيقة تعتمد على دراسة منهجية لسلوكك وسلوك من حولك.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *