كيف نستطيع معرفة البلاد التي يسكن فيها زوار موقعنا الالكتروني؟
في هذا الدليل السريع، سنتطرق إلى معرفة من أي بلد تم زيارة موقعكم الإلكتروني وبأكثر من طريقة، مع تغطية بعض النقاط المهمة التي ستجعلكم تفهمون جيدا نوع الجمهور الذي يتابعكم وكيف تستفدون منه.
وحتى نتمكن من ذلك، في الحقيقة نحن نعتمد على أدوات متخصصة في هذا الشيء بالتحديد، أنت فقط أعطها الصلاحية للدخول لموقعك وأي حركة سيتم تسجيلها وتحليلها بصورة دقيقة جدا. الأدوات هذه منها المدفوع ومنها المجاني وفي الأسطر القادمة سنشارك معكم أفضلها.
حتى نكون متفقين، على أن تحديد المنطقة الجغرافية هو من أبسط المهام التي تقوم بها هذه الأدوات، حيث إن عملها يتجاوز ذلك بكثير. فهي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدراسة سلوك الزائر داخل الموقع، تحليله، ثم تقديمه في صورة تقرير مفصل يحتوي على نسب مئوية متنوعة. بعض هذه النسب قد تشير إلى أن موقعك بحاجة إلى تحسين، مثل معدل الارتداد الذي يتطلب تدخلك لخفضه، في حين أن هناك معدلات أخرى مثل Engagement rate نسعى جاهدين لرفعها.
1- Google Analytics
أقوى أداة نرشحها لكم، سواء كنت مبتدأ تُدير موقع زياراته تحسب على يد الأصابع، أو حتى كبار المدونات والمتاجر الذين يتابعهم الملايين حول العالم. الأداة هذه من جوجل وبكل بساطة ستغنيك عن باقي الإضافات الأخرى إذا كنت تريد فقط معرفة مصدر زيارات موقعك، ومع هذا دورها يبقى أكبر بكثير من مجرد تحديد النقطة الجغرافية.
نظرا لكثرة البيانات التي تشاركها معك، ربما قد تراها معقدة وصعبة الفهم، ولكن صدقني الأمر ليس بتلك الصعوبة، خصوصا الشيء الذي تبحث عنه، هو بسيط لدرجة أنه سيتم تحديد الزيارات على شكل خريطة العالم الافتراضية.
دون أن اعقد عليك الأمور، فقط اذهب للصفحة الرئيسية لأداة Google Analytics أسفل قليلا ستجد خريطة العالم تقابلك بشكل واضح. الدول الملونة بالأزرق الداكن هي التي تأتيك بمصدر تارفيك عالي وكلما خفت درجة اللون هذا يعني أنها أقل. الرائع في هذه الخريطة أنها متجاوبة، فقط مرر سهم الفأرة فوق أي دولة وستنبثق أمامك نافذة صغيرة تعطيك تفاصيل مختصرة. وفي جانب الخريطة ستجد قائمة الدول المرتبة من الأعلى زيارة إلى ما دون ذلك، اضغط على خيار “View Countries” حتى تأخذ تقرير مفصل لجميع المناطق الجغرافية وبصورة أفضل.
ملاحظة: لا تنسى تغيير الفترة الزمنية التي تريدها حتى تحصل على معطيات دقيقة، وكلما وسعت المدة سيتم تزويدك بمعطيات أوفر وهذا سيخدمك كثيرا في حملاتك التسويقية أو ربما تريد عمل مقارنة لأداء موقعك مع فترة سابقة.
الجميل في أداة جوجل اناليتكس أنها تعطيك بيانات جد دقيقة حول من يتصفح موقعك وبشكل لحظي، فمن خلال خاصية “Realtime” يمكن معرفة المطالع للصفحة (أ) من أي منطقة جغرافية بالتحديد وما هو وقت الذروة لها، الخاصية هذه مفيدة جدا للذين مواقعهم تحصل على معدل زيارات لا بأس به يوميا.
2- Search Console
أداة مشرفي المواقع أنت ملزم بتنصيبها داخل الموقع، في الأساس هي مخصصة لمراقبة أداء موقعك على محرك البحث جوجل، كما تعطيك تفاصيل مهمة تساعدك في تحسين السيو مثل تسهيل عملية الزحف بالنسبة لمحرك البحث جوجل وأي خطأ أو مشكل يواجهه هذا الأخير، ستكون هي الوسيط بينكما.
ولكن بما أن موضوعنا حول معرفة البلاد التي يسكن فيها زوار موقعنا الالكتروني هي الأخرى نجدها جد عملية في ذلك، ربما ليست بقدر شمولية الأداة السابقة ولكنها ستركز فقط على الزيارات التي جائت من محرك Google فقط.
من خلالها ستتعرف على جميع البلدان التي موقعك الإلكتروني له شهرة فيها وهذا بترتيب جميع الدول من الأعلى إلى الأسفل. أو يمكنك تحديد صفحة معينة، ومن ثم تحديد خيار الدول (Countries) وهناك بالتحديد ستكتشف شعبية تلك الصفحة في جميع المناطق الجغرافية لها.
3- Independent Analytics
أداة Independent Analytics تعتبر بديل مجاني ممتاز لمن يبحث عن بيانات أكثر دقة وتفصيل من تلك التي توفرها أدوات جوجل السابقة. توفر هذه الأداة تحليلات متقدمة لحركة الزيارات على الموقع وأداء المحتوى بأهم المعايير التي تريدها، ويمكن تخصيصها لكيف نستطيع معرفة البلاد التي يسكن فيها زوار موقعنا الالكتروني بصورة أدق.
هي إضافة ستقوم بتثبيتها مباشرة على موقعك في الووردبريس، وداخل لوحة التحكم ستتمكن من معاينة حركة الزوار بكل دقة. أيضا تأتي مع نسخة مدفوعة تفتح أمامك المزيد من الخيارات المتقدمة.
4- أدوات أخرى
في بعض المرات الأداتين السابقتين لن يعطوك الأمر الذي تبحث عنه، ليس تقصيرا من طرفهما ولكن أنت لا تمتلك الصلاحية لمعاينة موقع معين، وأنا أتحدث هنا عن دراسة وتحليل السوق، بحيث تحتاج لبيانات من أجل معرفة عدد زوار منافسيك، أقوى صفحاتهم وما هي مصدر تلك الزيارات.
وفي هذه الحالة نرشح لكم أدوات السيو، فهي تعتبر من أقوى البدائل التي يمكن استغلالها في هذا الجانب، ولكن مع الأسف أغلبها مدفوع، ورغم ذلك تعطيك الفرصة في تجربتها بشكل مجاني ومحدود. ومن أبرز هذه الأدوات نرشح لكم SimilarWeb ستعطيكم معلومات قيمة من ضمنها مصدر بلدان الزيارات والرائع أنها لا تحتاج تسجيل حساب. ويمكن كذلك الاستعانة بأداة Ahrefs وكذلك Majestic وغيرها، ولكن أنت مجبر في إنشاء حساب حتى تطلع على تلك البيانات.
إذا كنت تخطط لعمل حملات إعلانية ممولة، فأغلب المنصات التي سوف تُكلفها بتلك المهمة هي بالفعل مجهزة بأداة دقيقة لتحليل الزوار، وبالتأكيد تحديد المنطقة الجغرافية ستكون ضمن أولوياتها بما أنها توفر للمستخدم خاصية الاستهداف الدقيق. فمثلا منصة الفيسبوك ستُمكنك من استهداف دولة معينة مع كامل ولاياتها ومقاطعاتها، ويمكنك تضييق التحديد أكثر ليشمل النقطة الجغرافية المحددة وبضعة كيلومترات محيطة بها.
4- نظام إدارة المحتوى الخاص بموقعك
سواء كنت تعتمد على الووردبريس أو حتى بلوجر في إدارة موقعك الإلكتروني، فكلا المنصتين سيسمحان لك بمعرفة بعض البيانات السطحية حول حركة الزيارات، ومن بينها تحديد المنطقة الجغرافية لمصدر الترافيك، ربما هذه أسرع طريقة يمكن أن تعتمد عليها ولكن من دون تعمق في أدق التفاصيل.
والجميل في الووردبريس أنه يعتبر مفتوح المصدر، وبالتالي ستتمكن من تنصيب المزيد من الإضافات التي ستعطيك تحليل أدق لموقعك ومن بينها إمكانية ربط أداة Google Analytics مباشرة في المنصة وهكذا من لوحة التحكم يمكنك مشاهدة تلك التفاصيل مباشرة.
هناك بعض المنصات التي يعتمد عليها المسوقون المحترفون للحصول على نتائج أكثر دقة مثل منصة Kartra وكذلك BuilderAll كلاهما يوفران الخدمة التي تبحث عنها ولكنهم مخصصين للأشخاص ذوي المستوى المتقدم، فإشتراكهم مكلف نوعا ما وحتى البيانات التي يتم تحليلها واستخراجها متقدمة جدا.
تتبع النتائج هو أحد أفضل الطرق من أجل تطوير موقعك والرفع من مستوى العمل الذي تقوم به، ربما أداة Google Analytics ستكون جد كافية بخصوص هذه النقطة، فهي تقدم معطيات مهمة للغاية، كل ما عليك هو فهمها والتعمق في باقي تفاصيلها.
بالطبع هناك أدوات كثيرة تختص في هذه النقطة، وإذا كنت تريد الحصول على معلومات سطحية فربما أداة احصائيات جوجل ستغنيك عن باقي الأدوات الأخرى والتي ننصح بتجنب تنصيبها جميعا في داخل الموقع لتجنب التأثير على سرعة تحميل صفحاته.
ولكننا نوصي بربط الموقع مع أداة مشرفي المواقع فهي جد مهمة في تحسين موقعكم بالنسبة لمحركات البحث وستعطيكم بيانات جديدة، وربما مستقبلا يمكن استغلالها كحملات اعلانية ممولة في نفس المنصة.
